الحديث المتداول بين الشباب في كل فاجعة تحل بأي وطن عن الزواج وأقامة العلاقات مع نساء المأسئ .. دائماً ما تستفز خواطري وتزعج مشاعري تجاة أفكارهم وجدوى أحاديثهم المشمئزه حول هذه المواضيع.
ترندات أعلامية متكررة .. يتعامل معها بعض الشباب العربي مع أي أحداث عالمية مهما كانت خطيرة أو مأساوية، حدثت مواقف متكررة في العصر الحديث من الوسط الرقمي أبتد بحرب لبنان والعراق.. ثم رافقها الربيع العربي .. من تونس فسوريا ونُشرت صور لمتظاهرين ومتظاهرات من الدولة الشقيقة توجهت أنظار هذا البعض فقط نحو الحسناوات منهن ، وانتشرت المنشورات الساخرة عن احتمالية تطور الأوضاع للأسوأ، ومن ثم قدوم الحسناوات الى البلدان الأمنه كلاجئات منكوبات لا حول لهن ولا قوة، وهو ما يزيد من احتمالية قبولهن للزواج من هؤلاء الشبان ، الذين يستكثرون أنفسهم على بنات أوطانهم.
يجدر بخاطري دوماً عن فجاعة الافكار المتداولة في عقول الشباب وهم بهذا المستوى من فقدان الإنسانية وعدم الشعور بمأساة الآخرين
الكاتب
لم يتوقف الامر على الوسط المحلي ( الوطن العربي ) بل تعدأ الى المستوى الدولي والعالمي.. فمع تطور الأوضاع العالمية ونشوب حرب روسية- أوكرانية، قد تودي بنا إلى حربٍ عالمية ثالثة، يتكرر الأمر مجدداً من هذا البعض، ويتداولون صوراً لفتيات أوكرانيات مصحوبة بعبارات ساخرة عن احتمالية قدوم الشقراوات الأوكرانيات كلاجئات مشردات، قد يقبلن بالزواج من أي عربي، لينقذن أنفسهن من الموت جوعاً.
يجدر بخاطري دوماً عن فجاعة الافكار المتداولة في عقول الشباب وهم بهذا المستوى من فقدان الإنسانية وعدم الشعور بمأساة الآخرين، ويتعاملوا معها بهذا القدر من السطحية واللامبالاة، فلماذا يثقوا هؤلاء أن دورهم قد لا يأتي؟
بغضّ النظر عن هذا الشعور للشاب الذي يفتقد الثقة بنفسه، والذي يعرف أن فرصة زواجه من أجنبية حسناء تكاد تكون معدومة، ما لم تكن الحسناء تمر بظروف قهرية جعلت منها لاجئة، وبغض النظر عن أن “النكتة” إذا تكررت فإنها تفقد قيمتها وقدرتها على الإضحاك، بغض النظر عن ذلك كله، لماذا يتعامل هذا البعض مع الأحداث المأساوية التي تحدث في الدول الأخرى بهذا القدر من اللامبالاة واللاإنسانية؟!
هل كان المواطن العربي ذات الحدث المأساوي قبل بضع سنوات يتخيل أنه سيجد نفسه في مرمى نيران الجيوش الأجنبية او قسوة حكوماتهم الظالمة
فريق مُثلث
هل كان المواطن العربي ذات الحدث المأساوي قبل بضع سنوات يتخيل أنه سيجد نفسه في مرمى نيران الجيوش الأجنبية او قسوة حكوماتهم الظالمة ؟ هل كان يتوقع انه سيشرد من وطنه فقط عند قوله كلمة الشعب يريد تغيير النظام؟ أو المواطن الأوكراني أنه سيكون أمام مواجهة الجيش الروسي؟ هل كان يتوقع نشوب حريق ضخم بالقرب من أكبر محطة نووية في أوروبا مثلما حدث مؤخراً؟ لم يتستطع أحد مشاهدة هذه الصور قبل وقوعها أو توقع حدوثها .. ولكن نشوب الحرب واضطرار عدد كبير من مواطني الدول المنكوبة إلى الهرب بحياتهم نحو المجهول، وأصبحت فتياتهم مادة لسخرية الشاب العربي العاجز عن الزواج من بنات بلده بسبب ظروفه المادية الصعبة.
إذا كان بعض من الشباب يتعاملون مع أزمات الآخرين بلا مبالاة ولا إنسانية، وإذا كانوا يقبلون ذلك على أنفسهم فمن مصلحتهم ألا يتعاملوا مع تلك الأمور من منطلق أن هذا يحدث للآخرين فقط، لأننا لا نعيش في معزل عن العالم المتلاطمة أمواجه، نحن جزء من هذا العالم، ولنكن صرحاء مع أنفسنا، ونعترف أننا جزء ضئيل قد يكون في أي وقت بؤرة لأحداث مأساوية لا يستطيع أن يفعل أمامها شيئاً، ولن يجد من يقف بجانبه ويسانده مثلما وجدت أوكرانيا دعماً عالمياً لا بأس به أمام القوة الروسية الغاشمة التي تهدد العالم.
فما لا نرضاه على فتياتنا ونساءنا وأمهاتنا .. لا نرضاه على غيرنا .. مبدأ النخوة لا يتجزأ وصحوة ضمير الإنسانية لا يتوقف عند دول معينة او مشهد فرائحي أو ترند أعلامي متكرر وسامج.