-
19يونيو2025

التحوّل المنشود ..صنيعة الأمس

من عمق الظلام يخرج النور، ومن عمق الظلم يخرج العدل، ومن عمق القسوة تخرج الرحمة

سعيد باحشوان

في أعواد يمانية من مُثلث

استمع على منصتك المفضلة

التحوّل المنشود ..صنيعة الأمس

من عمق الظلام يخرج النور، ومن عمق الظلم يخرج العدل، ومن عمق القسوة تخرج الرحمة

سعيد باحشوان

في أعواد يمانية من مُثلث

استمع على منصتك المفضلة

تتمايز تلك اللحظات التي نشعر بها أننا لا نمتلك الوطن الحقيقي لرغباتنا وهواياتنا وافكارنا، نؤمن في بعض الاحيان اننا وصلنا الى مرحلة الا عودة من الحقيقة المره التي تبصم علينا بأننا في بقعة من الارض المصابة بالعيون الحسود المعقودة بشعوذات خارجي القانون. لا ننفك من الاحساس بأننا امام نهاية طريق مسدود كان مليئ بالطموح نحو التحسين الى الافضل ، المشبع بالتفكير نحو التعمير المنظم، طريق كنا نرى في جنباته بعض البصيص من النور وانها مجرد فقط بِضع سنوات وحتى ترتسم لنا تلك اللحظات التي يمكن لنا أن نخرج من التفكير التقليدي الى رفاهية التفكير.

فريق مُثلث

تتزايد فترات إنتظارنا عن مشاهد النهايات لمسلسلات الفوضى الوطنية، وما ينفك ان نتعايش مع حلقات داميه، حتى تبدا هناك حلقات جديده من مسلسل جديد وكأنه قدر لنا أن نعيش في سباق درامي فوضوي مدى الحياة، انتظار يعمي استقامة التفكير عن الحلول للأزمات والبحث عن مخرج لها، حتى كدنا نعتقد أن هناك فصيلة ودرجة اخرى من معنى الانسان يكون قدره ونصيبه هذه الكم من الانعزالية ، وأننا لسنا مثل بقية من في الارض من البشر.

ولكن ..

يُذكر أن هنالك حكايات تروى عن كيف ينجو القبطان ومن معه من البحاره وهم في عرض البحار والمحيطات بعد ان تتيه بهم السفن وتغيب عنهم الخطوط الملاحية، بعد ان يُفقد الامل عن أي ارشادات فنية وعلمية للبحث عن سبيل لمخرج نحو اليابسة، عن لحظات الموت التي يعيشونها في نقص وقل مخزونهم الغذائي، عن كيف السبيل الى وصال الارض والوطن، الى الاهل والاحبة.

هناك حينها تتمايز النجوم ويظهر الامل من بعيد ، يتفرد البعض منهم لقيادة مرحلة النجاة، يشع نوره ليرى الجميع مسيرة بناء جديد، يبرز هناك بولارس ليقود فرّق وفاقدي امل السفن الى الحياة والعودة الى الاوطان، يظهر من العتمة المظلمة السماوية ليخرج لهم النور حتى يتقدم القطبان بإتباع خطوات النجم القطبي بولارس ليوصولهم الى بر الامان ، يشير بجنوده مسارات الحياة من جديد، حيث الوجود من البداية حيث العودة الى الوطن.

الكاتب

من عمق الظلام يخرج النور، ومن عمق الظلم يخرج العدل، ومن عمق القسوة تخرج الرحمة، هكذا قال أحدهم وهكذا نؤمن بالمستقبل. هكذا انظر للشباب حينما يتخايل لي كيف النهوض من براثن وركام الفوضى الوطنية، من الالم والاوجاع الداخلية للانسان اليمني والحضرمي، من التمزيق والذوبان المستمر للمجتمع المحلي، وليس هذا وحسب على ما يحمل من الخراب المنظم، بل أمام هذا الكم والكيف الهائل من مشاريع الأضداد الحاقدة على أي مشروع مستقل للوطن اليمني المستمرة ولو على المدى القريب لسياسة التغيب والتهميش الغبية المتبعة من الجوار.

ليبقى الامل معقود بسنين فئة الشباب، انظر اليهم كنظرة القبطان الى نجم بولارس، حيث النجاة والحياة من جديد، حيث الروح المتجددة والافكار المتدفقة ، حيث الحلول لما افسده السابقون والمخارج لما أغلقه الفاشلون، ليرسموا بعلومهم مالم يرسمه الساسة ورجال البندقية، من مستقبل منير وأمن، هم النجوم في سماء الظلمه، والزهور في الصحاري العطشه، وقوارب النجاه في البحار الرحبه.

من أراد ان ينظر الى الوطن بنظره تفاؤل، فلينظر الى الشباب، ويجمع شمله ليحل في رحاب فكرهم ونقاء تطلعاتهم، حيث الامان والاطمئنان، حيث الوجود من جديد حيث الرجوع الى الوطن، حيث العودة الى الديار.

أعمـال اليوم لآمال الغد ..

أحتفت مؤسسة حضرموت قبل بِضع أيام بعيدها الخامس عشر من تأسيسها، تلك المؤسسة التي وضعت في ذروة هرم رؤيتها الاستثمار في الانسان دون سواه والتي جعلت من البيئة الحضرمية مثال نموذجياً مجتمعي لشحذ الهمم نحو التعليم والريادة ، وافرزت النوايا الحديثة للشباب الحضارم من مختلف التوجهات والبيئات الجغرافية للتطلع نحو المنافسة العلمية والمهنية والأكاديمية. قدمت إطار مؤسساتياً قويمُ وسديدُ نحو رؤيا مركزية الملامح أفقية النتائج، جمعت بين الإنجاز والاحتفاء ، وبين الاشهار والترويج الايجابي للمجتمع الحضرمي.

هي تلك الرسالة وذلك الهدف لمستقبل الغد يناغم حضرموت نحو المجد والعلو، ورسم المكانة المستحقه لها بين الحواضر العربية والعالمية، مشروعاً يضع في نصب أعين منفذيه خوض أعضاء مؤسستهم – في المستقبل القريب قبل البعيد – غمار منافساتهم العلمية والفنية والمهنية عبر رحلات العودة للوطن في سباق التمكين والتعزيز لأدوارهم الريادية وإسهاماتهم العلمية نحو مواصلة قيادة دفُّ البناء والتنمية والاصلاح والتطوير للمؤسسات الحيوية لحضرموت حتى يكونوا بذلك حصناً منيعاً قويًا متسلحاً بعلوم الانسان الشاملة تحقيقاً لأجندات العمل الوطني في البلد والمجتمع الحضرمي.

الكاتب

مشروع حضرموت الغد ، ذلك المشروع الذي أحتفى بالانتصار فور لحظات ولادته وأكتمل بالنجاح منذ أولى ساعات تتويج أسمه، ذلك المشروع الذي أُسس على المعرفة ونقلها، والتجارب ومحاكاتها ، وترجمة الافكار وتطبيقها، ولولاهن وبدونهن وسواهن لما وصلت كل الامم الى ما وصلت اليه اليوم. أملً في أن يحن أوانُ الزمن لحضرموت البلد وأن يسمح القدر لها بإمتلاك لحظتها التاريخية الحضارية كعادة أسمها ومكانة قدرها – محطة للتنوير والعمران – ، نهضة يقودها سواعد أبناءها وبناتها مشيدين عروش التنافس والاصلاح الانساني، مقتفين ومقتدين أثر من سبقهم من الاجداد والاباء والامهات في صناعة الاثر الحسن والسمعة الطيبة حول ارجاء المعمورة، استخلافاً فيها وتعميرا.

مباركٌ للشباب هذا التفوق في السباق والاستمرارية في الإنجاز والاقدام، مباركٌ لهم هذا الترابط والتكامل والتآخي والتضافر الغير معهود في زمن كزمننا. هم برامج النهضة ووقود محركاتها وسلالم النجاة الى محطات الأمان، هم أعمدة المشروع العظيم وأسوار حصنه العتيق. بهم وبأمثالهم وبمن سار على نهجهم وأقتفى أثرهم تفتخر حضرموت اليوم بالإنجاز دون سواهم، تناطح سماء الهمم دون كبرياء سوا عظمة مخرجاتهم، ترافق أسماؤهم حيثما كانوا وأينما كانوا كدرعً تتصدى بكم مشاريع الاستصغار والتهميش والتفرقة في ربوع أرضها وروح إنسانها. ترسم على ملامح وجهها بأحرف أسماءهم رقي حضارتها ومجتمعها, واثقة بكم وبما تتولوه من مسؤوليات تجاه أرضها وسماءها، تجاه أمتها وعزيز ناسها ” شبابها وأطفالها .. نساءها ورجالها ” فسلامٌ عليكم بما فعلتم من عظيم اليوم وسلامٌ عليكم يوم نراكم نجوم الغد من حضرموت.

** بولاريس هو النجم القطبي ( الجدي) بالعربي.

اقتباس مؤجز

من عمق الظلام يخرج النور، ومن عمق الظلم يخرج العدل، ومن عمق القسوة تخرج الرحمة، هكذا قال أحدهم وهكذا نؤمن بالمستقبل.

مكتب مُثلَث

اقتباس مؤجز

من عمق الظلام يخرج النور، ومن عمق الظلم يخرج العدل، ومن عمق القسوة تخرج الرحمة، هكذا قال أحدهم وهكذا نؤمن بالمستقبل.

مكتب مُثلَث

إشَارَات وإطلاعات

المزيد من المقالات

حضور المرأة اليمنية في المجال العام يعدّ مقدمة طبيعية لتلك الظواهر القيادية

مُنتج من مُثلث

مدة الاستماع: 19 دقيقة

شكلت الآلة الاعلامية للحرب الراهنة وعي جمعي خطير عن شكل الدولة وطبائع الشعب

مُنتج من مُثلث

مدة الاستماع: 18 دقيقة

لم يكن لدى عبدربة رؤية للمنطقة الاستراتيجية الحيوية التي يتمتع بها اليمن في الشرق الأوسط

مُنتج من مُثلث

مدة الاستماع : 26 دقيقة

أننا نعيش في عالم جديد يرسم نمط ثقافتك وحضارتك نقرةُ زر إلكتروني تتحول لسلوكيات منبوذة

مُنتج من مُثلث

مدة الاستماع : 23 دقيقة

تمكنت المقاهي من تحقيق نجاح غير مسبوق تقريبًا في مجال ريادة الاعمال

مُنتج من مُثلث

مدة الاستماع : 19 دقيقة

لكن الضراوة العشوائية للهجوم على اليمن لا يمكن تفسيرها بهذه الدوافع المفترضة.

مُنتج من مُثلث

مدة الاستماع : 26 دقيقة

نقوم بإعداد المزيد من الإثراء

إن الليبرالية الجديدة تصلي كل يوم من أجل أن تقع كارثة، بالخشوع نفسه الذي يصلي به المزارع

مدة الاستماع: 22 دقيقة

مُنتج من مُثلث

يبقى اليمن الديمقراطي الفدرالي الخالي من العنف والاستبداد حلمًا ينبغي ألّا يتنازل عنه اليمنيون

مدة الاستماع : 22 دقيقة

مُنتج من مُثلث

كانت فترة عبدربه تجسيدًا لعهد « اليمن المتقهقر » في مرحلة دقيقة مثَّلت الانتقال من النقيض إلى النقيض

مدة الاستماع : 30 دقيقة

مُنتج من مُثلث

لماذا بقيت ثقافتنا العربية باليمن رهينة ممارسات تقليدية، بدون أن تمنح نفسها فرصة الانفتاح !؟

مدة الاستماع : 28 دقيقة

مُنتج من مُثلث

نقوم بإعداد المزيد من الإثراء
مُثلث / منصة الإثراء العربي

أهلًا بك رفيقاً لنا في مُثلث

ستصلتك رسالتنا الأولى الى بريدك الإلكتروني على الفور . تحقق من صندوق البريد العام الخاص بكم لتتمكن من الإطلاع على صيغة إشتراكّ .. إذا لم تجدها ابحث في رسائل SPAM وتأكد لتُحرريها لصيغتها الرسمية حتى تتمكن إستلام أشعارتنا وجديدنا باستمرار.
اذا لم تتمكن من إستلام اي رسالة إشتراك.
تواصل مع فريقنا المختص على : hala@muthalth.net

"باقة حالمة، وفريدة من نوعها، ومدروسة،
ودائمًا ما تكون مبهجة في بريدي الوارد."

مالك اسحاق