نشعر في بعض الاحيان أننا لا نمتلك صورة حضارية موحدة ترسم لنا معالم اختلافنا الثقافي والفني والهوياتي عن بقية غيرنا من البلدان العربية تنافسها في الجمال والغناء الفني، تتظأل نفوسنا عن الشعور بحالة التعددية المشتتة الضعيفة حين نرسم ملامحنا للغير خارج بلدنا، نجد الغياب الداخلي لأي توحد من اعلاء سلم الإدارات في المراسيم الاساسية الى شوارعنا المنهاره والمصبوغة بالمنتجات الدخليه على مجتمعاتنا في تشكيل النموذج العام والصورة الفنية الخاصة بالمجتمع اليمني والحضرمي بالخصوص،
نتسأل عن الضياع في الهيئات المثالية التي يمكن ان تشكل النمط والاتصال الحضاري مع الغير، هناك تجد الكثير من المصانع الفنية والثقافية التي تغزوا ادواتها الدوائر الحكومية والاسواق الشعبية بما لا يتناسب مع معايير البلد الثقافي والهوياتي وتجد الانبطاح في التعامل معها دون عناية ورقابة فنية تقنن استخدامها وترسم ملامح صنعتها للهوية الصحيح.
أن الكثير من البلدان تسعى جاهده الى المحافظة والتقنين المشدد في اصدار التشريعات والتي من شأنها ان تحافظ بين هوية البلد والمواكبه للذائقة البشرية العصرية
فريق مُثلث
أكاد أجزم ان من اهم الادوات التي عملت على أِسحاقها الادارة السابقة للبلد وتفننت في فسادها هي تهميش القيمة والاتصال الحضاري للمجتمع والدولة، كيف ترجوا من منظومة حكم لصنع نموذج الانسان اليمني في مكانته الاجتماعية وهي المتسبب في اغراق اسواقه بالشجر الاخضر الممضوغ دون مصوغة تشريعات تنظيمية وإجراءات من شأنها ان تقنن من استخدامه، ماذا يمكن أن تتخيله الادارة السابقة في إنتاجه حين ترى اكثر من نصف شعبها يتهاون في الاسراف من استخدام تلك الشجرة دون رقابة وعنايه من امام اعلى الابواب الرسمية للدولة الى ابهى الصور العامة للبلد.
كيف يمكن ان نبرر غياب القوانين والتنظيمات في البروتوكولات للمراسيم الرسمية الى غياب الاصلاحات والمتابعات الفنية للذوق للعام بأسم الهوية اليمنية والحضرمية، عن أي فترة زمنية يمكن ان يتخيلها الانسان اليمني حين يفكر بإصلاحات الكم الهائل هذا من الفواجع الحضارية والثقافية والهوياتية التي أحدثتها الادارة السابقة حتى يتمكن من كسب احترام الغير وتقديم نموذجه المثالي المستحق كأصل للعرب.
ما لا يمكن أن نتخيله، أن الكثير من البلدان تسعى جاهده الى المحافظة والتقنين المشدد في اصدار التشريعات والتي من شأنها ان تحافظ بين هوية البلد والمواكبه على التغييرات العمرانيه والتاثيرات الثقافي الاعلامي الخارجية، لتصنع بذلك إنموذج مختلف عن سائر البلدان حتى لا تصبح قطعة مشابه من أخرى في بلد أخر لجزء من إقليم اخر.
في نفس الوقت تصنع لنفسها الصبغة الحضارية الخاصه بها المعتبرة للانسان السوي، والمكتسبة من بين ماضي وحاضر مجتمعها لا خارج عن الوجدان الشعبي لها ولا دخيل على مقاس ثقافتها الأصيلة، هذا على الشأن الطبيعي الجمادي لها، أما على الانسان فهي تعزز المسار الوظيفي في تشكيل المجالس الاستشارية الفنية والإدارات الرقابية التي تزن اهمية كل نموذج حضاري يمثله الانسان الرسمي او العام باسم الدولة وتدرس كافة تبعاتها لمختلف السيناريوهات، كما تقدم بحذر وتروّي التوصيات اللازمة لما يمكن أن يصنع الرسائل الايجابية للدولة ويرفع من هيبة ومكانة قيمتها الحضارية.
الوجه الحضاري
أعتقد ان هناك حاجة وضرورة زمنية ومطلب جيلنا، لسن برامج وسياسات تأتي في رأس مهمتها تحسين الوجه الحضاري للمنطقة الحضرمية بوجه الخصوص، واليمنية بوجه العموم، رغبة لجرأة في احداث فارق عن ما كان سابق لها، يضع اهمية التأثير للصورة والكلمة، عن الوجه العمراني عن الملبس الرسمي عن التنظيم البروتوكولي للإدارة المحلية،
عن المواقع الافتراضية الرسمية عن الشكل الثقافي والفني للمواقع الرمزية والساحات العامة، عن المراجعات في هوية الدولة والتميز الحضرمي المنشود عن الجانب المعنوي المعزز لحضرموت الدافع الى احترام الخصوصية المتفردة بها تلك المنطقه، المساهم في تقوية وحفظ صورة البلد اذا تراجعت بعض الاجزاء التي فيها، تنظر للغد المستقبل بهيبة الدولة لشعبها وللحضاره بتفرد مجتمعها.
أننا نرغب في احداث الفارق التنافسي في المنطقة الاقليمية سعياً نحو العالمية بتقديم الصورة السليمة والجميلة المحافظة
فريق مُثلث
أننا نرغب في احداث الفارق التنافسي في المنطقة الاقليمية سعياً نحو العالمية بتقديم الصورة السليمة والجميلة المحافظة والمتفردة لكسب التبادل الثقافي والحضاري مع الغير، نرسم مع الجميع التنوع والتناغم في مفاتن طبيعتنا الانسانية والجمالية تجسيداً لإرث ماضينا بواقع حاضرنا استعداداً لغداً ومستقبل منافس.
يمكنك متابعة سياق الحديث في المقال التالي : الجاذبية الحضارية والمُنتج الثقافي