استراتيجية الخطاب الإعلامي للحرب الراهنة ..
شكلت الآلة الاعلامية للحرب الراهنة وعي جمعي خطير عن شكل الدولة وطبائع الشعب خلال الثمان السنوات الاخيرة، ساهمت في ذلك الادوات الرسمية المسماه – الشرعية – وغيرها من أطراف الصراع الداخلية، وإقلام الجوار للدول الضالعه في الحرب ليل نهار . لكن الحديث هنا ليس على أدوات الخارج ولا أطراف الصراع الداخلية بل الرسالة موجهة للقنوات والاقلام الرسمية الحاملة للقانون اليمني الشرعي المستحقة للمسألة، حيث طفحت على الساحة الخطابية مسميات كثيرة فقط خلال السنوات الاخير.
قد لا يشعر الشعب اليمني الداخلية بخطورة هذا الخطاب ولكن بقدر الشعوب العربية الاخرى فشكلت تصورات مختلفة تماماً عن هوية الشعب اليمني
الكاتب
مسميات حملت مضامين أكثر من كونها سياسة حزبية تسعى للحصول على نصيب من سلم شكل الدولة بل الامر تعدى على المزاج الشعبي العربي اليمني، أي انها حرب إعلامية تقاسمت اوجاع الشعب وفتت من لحمتة الاجتماعية الانسانية وحولت الصراع من منطق البحث عن مخرج لاستعادة الوطن من مليشيات محلية خارجة عن القانون، الى البحث عن من نحن؟ ومن نكون ؟ والى من ننتمي؟ ، وأرهنت الخطاب على المزاج الخارجي الراغب بشكل مباشر أو بأخر الى إخراج شعب اليمن من التأثير العربي وإبقاءه على هامش الدول المريضة العاجزة.
فـ لك أن تتصور حينما تصدح ليل نهار تلك القنوات والاقلام عن الاعتراف بالوجود الاجنبي العرقي وتهويل تاثيره على سلوك وطبائع الشعب اليمني، والسعي في إخراجه عن عروبته وطمس موروث مهد حضارتها بمجرد أنه يوجد هناك بعض التحالفات الشكلية للتحركات العسكريه بين مليشيات تبحث عن مصدر قوة خارجية لعملياتها، وبين الاخر الذي يتبرأ عن الاسم اليمني الجهوي ويبحث بكل طاقة الى رفد تصوراته بمخطوطات تاريخية تدّعي أن تلك الحدود الجغرافية والمجموعات البشرية لا تنتمي الى المسمى الحضاري ذات الامتداد الجغرافي الكبير ( اليمن ) والذي يمثل هذا الصوت هو الشق من المجلس الانتقالي بالجنوب،
تزامناً كذلك الى حركة ناشئة حديثة على العصر اليمني تسمى بالأقيال وهي وليدة لحظة مريضة حرجة من الدولة اليمنية أفرزت شكل من أشكال العزلة الثقافية واللغوية والفنية والحضارية لليمنيين عن محيطهم العربي بأستدعاء رموز ومكونات الحضارات اليمنية السابقة لما قبل الاسلام ( ثقافية ولغوية ودينياً ).
أفرزت للاسف مجموعات يمنية تسعى للارتهان للخارج العربي باحثاً بذلك عن هويته الحقيقة ومزاجه الشعبي الاصلي والذي هو على النقيض تماماً
فريق مُثلث
قد لا يشعر الشعب اليمني الداخلية بخطورة هذا الخطاب ولكن بقدر الشعوب العربية الاخرى فشكلت تصورات مختلفة تماماً عن هوية الشعب اليمني رافقتها مسميات كبيرة على وضعه الداخليه ، كالتحرير من الاحتلال الفارسي ، والمد الصفوي ، والجنوب الشعبي ، والاقيال الممتد الى ما قبل الاسلام.
بين هذا كله .. تدرك أن هناك ثمة برامج وتصورات منظمة تسعى لإطالة أزمة الحرب والهدف منها هو إفراغ الشحن الشعبي من قيمته ووضعهم أمام سرديات أخرى يجب أن تبقى على هذا النحو من البحث عن الهوية والالتفات عن أزمة الحرب الحقيقة ( إستعادة الدولة ) حتى تتم المقايضة ورهن كل مكامن القوة الى القرار الخارجية عبر مجموعة من النخب والفئات البسيطة الباحثة عن مخرج لأزمة هوية الى دول الجوار، والارتهان هنا يأتي عندما تبحث تلك الوفود عن الارتماء بالحضن العربي كما يسمى في مصطلح السياسه الناعم ( الاشقاء ) وتقديم كل ما يمكن، فقط من أجل الحصول على الاعتراف بالإمتياز والعودة الى المجلس العربي. كل تلك المواد الاعلامية والخطابية احرفت مسار الحرب وشكلت أزمة هوية داخل المجتمع اليمني.
أفرزت للاسف مجموعات يمنية تسعى للارتهان للخارج العربي باحثاً بذلك عن هويته الحقيقة ومزاجه الشعبي الاصلي والذي هو على النقيض تماماً من خطابات الادوات السابقة. وللاسف حصل هذا بمباركة من أعلى سُلم الخطاب الاعلامي الرسمي المتمثلة بالوزارة والمجلس الاستشاري لها ولجنة الاعلاميين المقيمين بفنادق الخارج، وهم يشكلون في العصر الحديث أقوى سلاح يمكن ان تستخدمة الدول عندما تتعرض للازمات ولكن مع الاسف تم توجيه طلقات إسلحتهم على أرجل مواطنيهم فسببوا العجز التام للشعب المغلوب على أمره، والشلل الفكري للنخب منه للحلول عن ماهية الأزمة الاساسية . فأصبح البحث عن بديل لهم وعلى النقيض تماماً وبأستراتيجية حرب مختلفة هو المخرج الحقيقي الاولي لإستعادة الدولة من أزمتها الداخلية.