خلال مرحلة التخرج وفترة البحث عن وظيفة . إنتابني شعور من أنا وماذا املك لكي أنافس العالم الواقعي وأضع لنفسي مكانة بين الكثير ممن رأيتهم قدوتي ومنافسي على مستواي العلمي والريادي والمهني ..وكيف يمكن أن أتجاوز تقدمهم الذي أحرزوهم خلال السنوات الماضية؟ .. كيف أبني سُلم علاقاتي الإجتماعية والريادية للأعمال ؟ وما لبثت حتى بدأ الشك ..- الشك بقدراتي وخبراتي ومهاراتي ودرجاتي العلمية – يتسلل الى ساعات نومي حتى أنتهى بي الحال الى الإعتراف بصعوبة المرحلة وأن الزمن لم يحن لي بعد.
قبل عدة أشهر، راسلتني إحدى الشركات للعمل معها. ورغم إيماني في مهاراتي وقدراتي، إلا أنّي فورًا شعرت بأني لستُ مؤهلة لقبول العرض، وبأنه يوجد من هو أكفأ مني. دخلت في دوامة مقارنة بيني وبين من حققوا العديد من الإنجازات المعروضة على منصات التواصل الاجتماعي، وكلما طالت المقارنة تضاءلت قيمتي في نظري.
«متلازمة المحتال» نمطٌ نفسي يشكّك الفرد في مهاراته أو إنجازاته ويعزّز فيه انعدام الثقة بالنفس، ورغم كفاءته وتحقيقه للعديد من الإنجازات
فريق مُثلث
قرأت مرة عن متلازمة تسمى ( Imposter Syndrome ) وتعني بالعربي ” متلازمة المحتال ” وتعريفاً لها هو أعتقاد الأشخاص أنهم لا يستحقون إنجازاتهم والتقدير العالي الذي يتمتعون به ، في الواقع ، بشكل عام. إنهم يشعرون أنهم ليسوا مؤهلين أو أذكياء كما قد يعتقد الآخرون -فإذا انتابك مثل هذا الشعور، أنك لست ناجحًا مثل من تراهم في حسابات لنكدإن والتواصل الاجتماعي، أو أنك لا تستحق الوصول إلى ما وصلت إليه من إنجازات، فمن المحتمل أنك تواجه «متلازمة المحتال» (Imposter Syndrome).
«متلازمة المحتال» نمطٌ نفسي يشكّك الفرد في مهاراته أو إنجازاته ويعزّز فيه انعدام الثقة بالنفس، ورغم كفاءته وتحقيقه للعديد من الإنجازات في حياته إلا أنه ينسب نجاحه إلى الحظ. ولدى ظهور أوّل مقال علميّ عن المتلازمة عام 1978، ارتكز البحث على النساء اللواتي حققن إنجازات عالية. لكن أظهرت الأبحاث اللاحقة معاناة الرجال والنساء منها، على الأخص في حياتنا المعاصرة، إذ يواجه 70% من الأفراد اليوم هذه المشاعر السلبية.
فمنصات التواصل الاجتماعي ولنكدإن تفاقم تعرضنا لهذه المتلازمة مع استعراض الجميع لإنجازاته المهنيّة والعلميّة. حتى على مستوى المناصب القيادية، نجد أنَّ 45% من المدراء الشباب (24 – 44 سنة) يعانون من المتلازمة، مقارنةً بنسبة 30% فقط من المدراء الأكبر سنًّا (45-54).
حتى تقلل من تأثير هذه المتلازمة على حياتك، كفَّ عن الترصد السلبي في منصات التواصل الاجتماعي، وانظر إلى المنشورات كجهد منظم ومنسق -وأحيانًا متعمد- لخلق العلامة التجارية للأشخاص، وليس دائما عرضًا صادقًا وكاملًا لحياتهم. استفد من خبراتهم، ودعها تلهمك بدل أن تقلقك.
ثانيًا، كن محتالًا واقنع نفسك بأنّك كفؤ. فرغم علوّ الصوت الداخلي الذي يقلل من قدراتي ومهاراتي، منحت نفسي فرصة إثبات جدارتي.. يتضمن التغلب على متلازمة المحتال تغيير عقلية الشخص حول قدراته الخاصة. يشعر المنتحلون بأنهم لا ينتمون ، لذا فإن الاعتراف بخبراتهم وإنجازاتهم أمر أساسي ، كما هو الحال مع تذكير أنفسهم بأنهم حصلوا على مكانهم في بيئتهم الأكاديمية أو المهنية.