أستذكر أول جهاز لاسكي ( جوال ) هو لأخي محمد جوال نوكيا يعمل بشكل مذهل في وقته .. وكان لديه غِطاء على شاشة العرض ( كأحد التصاميم المميزه ). كنت أذهب الى خزانته حينما يغفو لأخذ قيلولته بالظهر .. وأفتش عن أسرار هذا الكائن الجديد في بيتنا مستنغني عن أعظم لحظات حياتي ( قيلولة الظهر بعد إرهاق المدرسة ) والحياة حلوة.
أمّا الآن فلا يكاد يخل شخص من بيتنا الا ويمتلك هاتف محمول بل في الكثير من الاحيان يكاد يكسونا الغثاء عندما نطيل استخدامه أو نرى أحد قد أفرط في الاستخدام. واجهزة ذات ذكاء خارق تمتلك الكثير من المميزات والانظمة والتحديثات التي لم نستوعب كيف حدثت في هذه الفتره القصيرة.
الهواتف الغبية، تلك التي تجري المكالمات وتستقبلها فقط، لا تحتاج إلى تحديث ولا يمكن اختراقها لأنها لا تعرف الإنترنت أساسًا.
الكاتب
دائمًا أطرح هذا السؤال عند شراء أي جهاز جديد -جوال، ساعة، شاشة، حتى سيارة- ماذا نحتاج من الوقت حتى تتوقف تحديثات الأجهزة وكي نعمل بسلام ولا تزعجني بمتطلباته! هل يحتاج إلى تحديثات فقط؟ هل بطاريته تتحمل أم تحتاج إلى شحن مستمر؟ هل تقنياته مبالغٌ فيها مما يعني أنها ستتعطل بعد فترة وأحتاج إلى إصلاحها؟ فأنا بصراحة لا أرغب في رعاية أجهزتي، بل أريد لأجهزتي أن ترعاني!
صدقًا لا أستطيع استيعاب فكرة شحن ساعتي بشكل يومي أو تحديثها بشكل مستمر. العجيب أن السيارات متجهة نحو هذا الاتجاه أيضًا. فالآن سيارات تسلا تحتاج إلى تحديث! وإن كنت سأعيد صياغة سؤالي السابق بشكل أفضل سأقول: ما هي التقنيات التي ترعاني أكثر مما أحتاج أنا إلى رعايتها
الجواب ببساطة أنَّ هذه التقنيات لم تعد موجودة أو ربما نجدها فيما يعرف اليوم بالأجهزة الغبية! أجل الغبية، تلك الأجهزة التي تنفذ مهمة واحدة فقط. فمثلًا ساعة اليد العادية تعطيك الوقت فقط (قد تعيش عمرك ولا تضطر إلى تغيير بطارية ساعتك العادية التقليدية فعمرها بالسنوات). ومثال آخر الهواتف الغبية، تلك التي تجري المكالمات وتستقبلها فقط، لا تحتاج إلى تحديث ولا يمكن اختراقها لأنها لا تعرف الإنترنت أساسًا.
أيام زمان كنت أفتح البلايستيشن من التغليف وأوصله بالشاشة ويعمل مباشرة. قبل أشهر حينما أقدمت على شِراء جهاز بلاستيشن جديد لأبناء أخوتي كهدية.. استغرقت عملية التشغيل والتحديث وفتح حساب جديد خطوات لا تعد ولا تحصى استمرت قرابة الساعة! أنا كنت أريد أن ألعب فقط معهم ، لكن التقنية تريدني أن أرعاها أولًا قبل سماحها لي بفعل ما أريد!