في عام ١٤٩٤م وبالقرب من قرية كليرمونت في فرنسا، تم القبض على خنزير بتهمة التشويه والقتل المتعمد لأحد الأطفال بالقرية ، وعليه اقتيد الخنزير للمحكمة، وهناك تم الاستماع إلى الشهود الذين أقروا بإرتكاب الخنزير وحكم على الخنزير بالاعدام شنقاً في ساحة عامه.
وفي ايطاليا في عام ١٥١٩م، تمت محاكمة “عصابة” من الفئران”، في محكمة بتهمة إتلاف محصول الشعير بأراضي الفلاحين عن عمد !
تلك الاحداث في زمن ما، وفي جغرافيه أخرى. هي بالتأكيد قطعاً من الجنون ولكن يوجد في عصرنا هذا وفي بعض من المناطق المحيطه بنا ما هو شبيه لها..
في عام ٢٠١٨م بمحكمة في بلد ما تفتح قضية لأيام وأشهر ويشهر في الاعلام لأمراة لبست فستان في مايتناسب مع عقليتها.
وبنفس العام، وفي بلد أخر يفتح المجال للغناء واللهو وبتشريع من الدوله وتحت مراء ومسمع الجميع في حدث غنائي كبير، لكن في نفس الليله الصاخبه يُبعد وينفى صاحب محطة النقل الرسمية والتهمة أنه أحدث شرخ في هوية البلد وثقافته.
تلك التحركات ليست غبية ولا غير مقصودة ولا مجنون من يفعلها، فهي بالعكس عملية ضخمة لفقد الناس توازنهم وليبدا جنونهم وتُهمش عقولهم
فريق مُثلث
وفي كل لحظة من أعوامنا القليله السابقة، هناك في تلك الاطروحات الدينية التي شكلت من العقل العربي القدر الكبير، وأدخلته في متاهات ومعارك جدلية في التدين الشكلي وفي قضايا هامشية أضاعت الحقوق الاساسية وفرقت المجتمعات شرذ مرذ، ولكن وفي غفله من الزمن وبجرة قلم تحول الكثير مما في السابق الى العكس تماماً..
من الممنوع الى المباح، ومن الحرام الى الحلال، ومن العيب الى الحميد. تلك التحركات ليست غبية ولا غير مقصودة ولا مجنون من يفعلها، فهي بالعكس عملية ضخمة لفقد الناس توازنهم وليبدا جنونهم وتُهمش عقولهم، وعليه ربما يكون الهدف العام منها هو تفتيت ثقة الناس بأنفسهم وأن يفقدوا إدراكهم للحياة ويتهاوى أكبر عدد منهم في تلك التحركات من الجنون