مع تنامي منصات الشبكات الاجتماعية والسوشل ميديا مع السنوات، وجدت أنه من المناسب لي التواجد والتفاعل في مكان واحد فقط منعاً للتشتت وإضاعة الوقت. وهذا المكان كان تويتر، لا شي سوا أنني أتابع بعض الصحفات التي تقدم محتوى الميمز العربي والاجنبي … وبعض صفحات المسؤولين وقنوات الاخبار لخلاصة القول في عالم الافكار.
جرّبت سنابشات ووجدته يستهلك جهد وتفكير، وجرّبت فيسبوك فهو مجزرة للوقت. أما انستاغرام ووجدت أنني لا أعرف شيء سوا نشر بعض رسوماتي في أوقاتي فراغي،
على الفرد برأيي أن يحدد لنفسه بوضوح سبب وجوده وتفاعله الشخصي في تويتر أو غيره.
الكاتب
مواقع التواصل بشكل عام هي كالسجن الافتراضي الذي صار يبني حصونا وقلاعا يوما بعد يوم في حياتنا .. يذكرني بتحليل قدمه الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر بخصوص مقولته الشهيرة “الجحيم هو الآخرون” حيث أكد أنه لم يكن يقصد أبدا أن الآخرين سيئون بل أن طريقة حكمنا وتقييمنا لأنفسنا رهينة بحكمهم وتقييمهم لنا لما يملكون من سلطان علينا نظرا لأنهم يشكلون جزءا لا يتجزأ منا منذ فتحنا أعيننا على الجماعة والمجتمع. أي أن نظرتنا لما نحن عليه في الواقع مركبة لامحالة من آراء الآخرين عنا شئنا أم أبينا
أحاول بقدر المستطاع أن يكون تواجدي الرقمي يشابه تواجدي في العالم الحقيقي، ويعكس حياتي واهتماماتي اليومية. ويومي ينقسم بين تركيزي على الاطلاع على الجديد في مجالي، وعلى مشاريعي، وعلى القراءة والكتب، وأخيراً على أمور شخصية تمر علي وأفكر بها. فبالتالي، تواجدي الرقمي يعكس حياتي الحقيقية وهذا تصرّف يدعم السلام الداخلي والتركيز بشكل جيد.
على الفرد برأيي أن يحدد لنفسه بوضوح سبب وجوده وتفاعله الشخصي في تويتر أو غيره. وهذه الأسباب تختلف من شخص لآخر. بعض أبرز أسباب التواجد تتمحور حول:
لصناعة صورة شخصية والتسويق لها
مهتم ومتخصص في مجال معين ينشر محتويات وروابط ويدخل في نقاشات حوله. هدف تواجده هو تقديم نفسه كمتخصص وخبير في مجال معين لنشر الفائدة، وربما عند البعض أملاً في أن يعود ذلك عليه بفرص بزنس أو علاقات تساعده في تطور مسيرته العملية.
للاطلاع ومتابعة الأصدقاء وذوي الاهتمام المشترك
تواجد طبيعي للترفيه أو الاستفادة الشخصية، والتواصل مع الأصدقاء، والاطلاع على المحتويات التي ينشرها متخصصين في مجال اهتمام الشخص الوظيفي وحياته. لا يقدم نفسه كخبير أو متخصص وإن كان كذلك، يستهلك محتوى ومتابعة، وغالباً قليل الإضافة.
للتسويق لمشروع تجاري أو رسالة في الحياة
رائد أعمال وصاحب مشروع، أو ناشط في مجال معين، يستغل تواجده للترويج لمشروعه أو مجال نشاطه محاولاً إقناع أكبر عدد من الناس به. يرى أن تواجده يجب أن يتمحور بالكامل حول مشروعه ونشره أياً كان.
بالنسبة لي، تويتر هو فضاء للتواصل مع الناس ونشر ما يروق لي، وربما يهم البعض الاطلاع عليه (وليس الجميع).
أكره تويتر ولكنه خير الأشرار ..