-
19يونيو2025

سعيد باحشوان

أحد منتجات مُثلث

النمو عبر السياحة .. الاقتصاد المُنقذ

اقتباسات من السياحة اليمنية | حضرموت نموذج |

العودة الى المستقبل

نحن في وطن إيمانه راسخ بأن كل ما حباه الله به من ثروات يتواضع أمام الثروة الأغلى “الانسان اليمني “، الذي صنع ُ الحضارات عبر التاريخ وعُرف بقدراته ومواهبه ومآثره وسجاياه ، وهو قادر اليوم على الانبثاق من جديد؛ ليصنع حلمه ، في وطن غني مزدهر عظيم ، باحثاً عن نهضة حديثة مباركة تنعم بالأمن والاستقرار يسياسة إيجابية وعلاقات متوازنة مع الجوار ودول العالم.

مُمكنّ على مبادئ الشورى، والمشاركة في التنمية المنصفة للجميع والنمو المعرفي والإقتصادي، والتطور العمراني، والولوج إلى بوابة الثورات الصناعية المتلاحقة بثبات وقوة، لتأهلها وتعيد مجد لعب الدور الإقليمي والعالمي المؤثر دون أن يفقد أصالة هويته، أو يفرط في مخزونه التراثي الأصيل ومبادئه الراسخة.

إن تغيرات العالم وتطوراته المتلاحقة ، السياسية منها، والاقتصادية تشكل مزيداً من التحديات التنموية للجمهورية اليمنية, إضافة الى التحديات التقنية الهائلة والطفرات العلمية الحديثة والعولمة الرقمية , انعكس في تحد جديد في المنظومة السياحة , فاليمن اليوم يتسع فرصها وتتزايد الغايات الوطنية التنموية الشاملة والتوجهات المستقبلية للاقتصاد والهوية اليمنيةز

إذ أن الرؤية هذا هي بوابة اليمن لعبور التحديات، ومواكبة المتغيرات الإقليمية والعالمية، واستثمار الفرص المتاحة وتوليد الجديد منها، كل ذلك من أجل تعزيز التنافسية الإقتصادية والحضارية، والرفاه الاجتماعي، وتحفيز النمو والثقة في العلاقات الثقافية والتنموية والاقتصادية والاجتماعية في المجالات المختصة وذات الارتباط بقطاع السياحة..


السياحة في العالم

تعتبر السياحة إحدى أكبر صناعات العالم وأسرعها نموًا، حيث أنها تشكل مصدرًا رئيسياً للتنمية الاقتصادية العالمية. ووفقًا لمنظمـة السـياحة العالميـة التابعـة للامم المتحـدة، حقق قطاع السياحة خلال العقود الاخيرة معدلات نمو مرتفعة وزادت مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي لتمثل نحو 10.4% خلال 2019 م، حيث بلــغ عــدد الســياح الدولييــن مــا يقــارب 1.4 مليـار سـائح، ليصبح بذلك من أهم القطاعات التي بشكل كبير في زيادة مستويات التشغيل، والحد من الفقر، وتقليل التفاوت في توزيع الدخل، وزيادة مستويات الطلب على السلع والخدمات.

على مستوى الدول العربية بلغت نسبة مساهمة قطاع السياحة خلال عام 2019 حوالي 4.11% في الناتج المحلي الاجمالي، كما يساهم القطاع في توفير العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، لذلك تبذل الكثير من دول المنطقة الجهود من أجل التطوير الدائم لهذا القطاع بهدف زيادة تنافسيته وقدرته على جذب المزيد من السائحين من كافة دول العالم

أصبحت السياحة نشاطا اقتصاديا هاما تعتمد عليه الكثير من الدول في تنمية اقتصادها، نتيجة لأثارها على الدخل الوطني وميزان المدفوعات، ويمثل الاستثمار السياحي أكبر نسبة في الدور الذي يؤديه القطاع السياحي من خلال التأثير على القطاعات الاقتصادية الأخرى وذلك باستحداث استثمارات وصناعات إضافية فيها وخلق مناصب عمل جديدة وإيجاد توازن جهوي بين المناطق.

يعزز الازدهار الذي يشهده قطاع السياحة والضيافة من فرص انفتاح الدول على العالم بشكل لم يسبق له مثيل، ويتبنى الشباب العربي قيادة بوصلة هذا التوجه، إذ تتجه أنظارهم الآن وفقاً للبحث نحو مهن عصرية في مجال السياحة والضيافة بشكل أكبر من القطاعات “التقليدية” الأخرى التي سيطرت على رغباتهم المهنية حتى وقتٍ قريب، مثل النفط والغاز، والبتروكيماويات.

يأتي قطاع أهمية السياحة في الدول العربية باعتباره قطاعاً بديلاً للنفط ومورداً متجدداً للانظمة الاستثمارية، أذ ان السياحة تُشكل شريان الحياة لإقتصاديات البلدان السياحية، كونها تساهم في ازدهار البلدان وتحقيق رفاهية المجتمع من خلال خلق فرص عمل وزيادة معدلات الدخل الفردي والقومي والإنفاق وتحويل اقتصادها إلى:” اقتصاد السياحة ”.

كما أن ربط السياحية المحلية العالمية مما يزيد من القدرة التنافسية للسياحة في الدول العربية بين الدول السياحية الكبرى  واعتبار السياحة قاطرة من قاطرات النمو الاقتصادي. واعتبار السياحة الصناعة الأم التي تدور حولها الصناعات الأخرى، كصناعة مولدة للأموال والثقافات والحضارات وليست مجرد قطاع ما من قطاعات الاقتصاد.

واعتبار السياحة المفتاح الذي من خلاله تدخل أي دولة الى العالم من بوابته الواسعة، حيث تساهم في تحويل العالم إلى قرية كونية صغيرة وتساهم في توطيد العلاقات الدولية، ترتبط السياحة بالاقتصاد ارتباطاً وثيقاً، حيث يحرص المجلس العالمي للسفر والسياحة على تشجيع الحكومات على اتخاذ خطوات جريئة في القطاع السياحية وقطاع الضيافة، نظراً لإيمانها بامتلاكهما إمكانات تساهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، كما تلقي بتأثيرات إيجابية مباشرة وغير مباشرة على جل مفاصل الدول، ويتجلّى ذلك بالإحصائيات التي تشير إلى إسهامها بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي في العالم، علاوة على تأمينها للكثير من فرص العمل والاستثمار.


النمو عبر السياحة

إن هذا النمو المتسارع جعل الاهتمام بالتنمية السياحية فــي أولويات الاهتمامات الحكومية, وعليـه فـأن اليمن وهي تسعى أن تعزز من وجودها في الأسواق السياحية آن عليها أن تولي التنمية السياحية أهمية خاصة اعتماداً على استمرار النمو السياحي العالمي للأعوام القادمـة.

أننا نؤمن أن للسياحة جزءاً مستقبل اليمن ذات الجغرافية والهوية المالكة للعناصر الاساسية بل الاستثنائية كي تتوج في المستقبل كوجهة منافسة في الاقليم حيث المميزات المتنوعة بما تتمتـع به من مناظـر تجمـع بيـن البحر والصحراء الذهبيـة والجبال والاودية ومدن حديثـة وتاريخ غنـي بالاثار التي يعـود تاريخهـا إلى أقـدم المستوطنات البشرية لتتخذ من قلب الجزيـرة العربية موقعاً لها المتميـز بالأصالة والانفتاح بمختلف هـوياتها الـى الخصوصية المتميزة بالأصول العروبية ذات الرداء الاسلامي، لتمثل تلك البقعة اليمن عبقرية المكان والزمان.

وعلى هذا النحو فأن حالة القطاع السياحي باليمن وفي ظل المتغيرات السياسية، والأزمات الامنية التي تمر بها البلـد وبـالـنظـر إلـى التحـديـات الاقـتصـاديـة والاجـتمـاعـية الـمقبلة نـتيجـة هـذا ولما يمثله هذا القطاع العريض في المساهمة الجوهرية للدخل القومي والتوازن المنفعي على افراد المجتمع يتطلب بشكل جدي في تظـافر الجهود لصناعة الادراك ثم خلق وإدارة وترويج برامج تحسين وإصلاح تتوج في مهمتها كأولوية قصوى المحافظة على الاسم الحضاري لليمن وتعزز من منظومة الاقتصاد المردد من خلال شباكتها الاستثمارية .

ثم تقنين الاستخدام الامثل للمقومات الاساسية لهذا القطاع والبحث للاستكشاف والكشف عن البدائل المنطقية والجذرية لهذا المشكل التنظيمي والإداري لمفهوم السياحة حتى الوصول الى الحل الجذري للسيرورة الاقتصادية، مع تنوع المنتج السياحي فإلى جانب السياحة الثقافية والاثرية هناك السياحة الترفيهية المتطلبة، والسياحة البيئية، والسياحة العلاجية والرياضية وسياحة السفارى والسياحة الصحراوية بالاضافة إلى سياحة المهرجـانات والفعاليات والمعــارض والمؤتمرات الحديث لتشكل بهذا الكم من التنوع المحطة الفريدة والمنافسة على المستوين الاقليمي والعالمي.

يمكن ان أخلص هذا إلى عدد من النقاط ذات الاهتمام على صعيد السياسات التي يمكن أن تساهم في تحسين أداء قطاع السياحة ، من أهمها ضرورة التركيز على تطوير البنية التحتية لقطاع السياحة من خلال ضمان تحسين وتطوير شبكة الطرقات وتحديث المنشآت السياحية، علاوة على تشجيع منظومة الاستثمار وجذب قطاعات الاعمال ذات الاختصاص، وتفعيل الاتفاقيات السياحية واطلاق برامج ومشاريع سياحية مشتركة بين بيقية الدول العربية.

إضافة إلى العمل على زيادة القدرة التنافسية للمنتجات والخدمات السياحية في الوادي والساحل ورفع مستوى المعيارية الخدماتية لقطاع الضيافة نحو العالمية، وتأهيل الكوادر العاملة في قطاع السياحة ورفع مستوى مهارتها في مجال جودتها وفقا الارشاد والتسويق السياحي وتصميم البرامج السياحية ذات الصلة.

تهدف بذلك أن النمو السياحي لليمن هو احدى المعالجات الإقتصادية وعلى غرار دول العالم التي تتبنى التنمية الاقتصادية المستدامة، من اجل خلق الرفاه الاقتصادي لشعوبها ولن يتحقق ذلك إلا من زيادة إنتاجية مختلف عوامل الإنتاج ودعم ديناميكية القطاعات المولدة للقيمة المضافة.

ولعل من أبرز هذه القطاعات السياحة والتي أصبح اليوم من أهم القطاعات التي بإمكاتها توليد المزيد من فرص العمل والرفع من الميزان التجاري وزيادة الناتج الإجمالي، ولن يتم هذا إلا بتفعيل الاستثمارات السياحية التي تعد من أهم الأنشطة الاقتصادية نموا في العالم، ذات دور مهم في زيادة الدخل القومي وتحسين ميزان المدفوعات ومصدراً للعملات الأجنبية وفرصة للتشغيل وهدفاً رئيسياً لتحقيق برامج التنمية، كما أن التوسع في الاستثمارات السياحية يصاحبه تغيرات ثقافية واجتماعية وبيئية.

إن المهام الاستباقية في تطبيع الحياة اليمنية خلال الأزمة وبعدها هو في حمى هذا القطاع العريض المتمثل في الهيئات الإدارية لمنطومة السياحة ومجموعة المكاتب التنفيذية المنطوية تحت رايته وتعانه من هيئات إعلامية وثقافية وفنية سعياً إلى تعزيز سمعة اليمن السياحية، عبر تشربع ودعم حملاتنا الترويجي بالأرقام والحقائق، وأزالة أي شكوك قائمة بخصوص مستويات الأمان في بعض المناطق التي تخضع بشكل تام لمؤسسات الدولة الشرعية ، وتنفيذ مشاريع تنموية واستثمارية في المناطق التي شهدت صراعات في أوقات سابقة، سعياً إلى ترسيخ الاستقرار على كافة الصعد

لذلك يعتبر قطاع السياحة من احد القطاعات الحيوية التي تؤدي دورا رياديا في الكثير من الدول العالم بما يحققه من تدفقات مالية وخلق لفرص عمل وعامل تحفيزي لجذب الاستثمارات الاجنبية المباشرة، إلا أن الأمر يتطلب توفير البيئة السياحية الملائمة للنهوض هذا القطاع من قوانين وتشريعات وتحفيزات والحد من المعوقات التي تحول دون النهوض هذا القطاع ..


التطبيع نحو مستقبل أمن

في المرتكزات الثلاثة للرؤية ( السياحة اليمنية – النمو عبر السياحة )  : اليمن وجهة سياحية ناشئة ، السياحة جزء من مستقبل الإقتصاد الوطني ، والامكانية من تقديم الكثير للعالم ؛ تنطلق الورقة كجهد أولي لتطوير قطاع السياحة في حضرموت بوجه الخصوص كـ بداية تنفيذية وقياسية ومن الهدف الطموح للاستراتيجية المتمثل في تعزيز صورة اليمن كوجهة سياحية رائدة عالمياً في المستقبل.

المستقبل يبدأ الأن ، وبيد أبناء وبنات اليمن يّصاغ، إنه الشعور بالتحدي ّ الذي يتحرك في نفوس اليمنيين؛ لرؤية توجه الخطى نحو المكانة ُ المرموقة، لليمن بالعموم وحضرموت بالخاص , التاريخ الضارب في الجذور، والحضارة الممتدة في العراقة، والموقع الجغرافي الفريد، وحاضر النهضة المباركة، وسمتنا الرفيع، وإرادة شبابنا الواعد تقف جميعها إلى جانب أرضهم وسماءِهم ، تمدنا بثوابت البناء، وتلهمنا لمستقبل مزدهر؛ فيه تتحقق الطموحات، ونحوه نتقدم بثقة.

إن تحقيق تطلعات هذه الرؤية لقطاع السياحة يتطلب دعم حكومي لا محدود وشراكة من القطاع الخاص. لينمو ويكون واحدا من أكبر اقتصادات المنطقة، ويصبح محركا لتوظيف المواطنين، ومصدرا لتحقق الازدهار للوطن والرفاه للجميع. هذا الوعد يقوم على التعاون والشراكة وتحمل المسؤولية.


الملخص التنفيذي

على هـذا الـمنطلق ومن هذه الرغبة في المراجعة بأهمية قطاع الضيافة والسياحة نقدم هـذه الورقة كمشروع مبسط لتسليط الضوء على جوانب مهمة لقطاعنا السياحي، وهو بـمثابـة نظرة نـقصد مــنها لــفت انــتباه الــمواطــن ومــجتمع الأعــمال ومتخـــذي الـــقرار بقطاع الضيافة وفـــي الســـلطتين الـتنفيذيـة والتشـريـعية إلـى حـقيقة ضعف وغياب الاستفادة القصوى من الابعاد السياحية من المقومات الطبيعية والثقافية

ولعلنا في هذه المرحلة الحرجة من الوضع الشامل باليمن, أن نرغب في الاطلاع اكثر والمصارحة الايجابية رغبةً في خلق نموذج جديد من الادارة الفنية للقطاعات, لتكون هذه الازمة السياسية فرصة لنا في ايعاد برمجة الاحتياجات ووضع الاجندات الضرورية للقطاع ورسم بداية المشوار والاستعداد لنهضة اصلاحية تنموية حديثة لقطاع السياحة.

يتطلب الأعداد والتنفيذ الواقعي للإسـتراتيجية اليمنية الهادفة الى نهضة القطاع السياحي باليمن الى تضافـر جهـود مختلـف من جهات معنيـة بالتنميـة السـياحية؛ متمثلة بوزارة السياحة والمكاتب المحلية بالساحل والوادي وما تســتلزمه مــن تنســيق وثيــق بيــن كافــة المعنييــن بالقطــاع فــي مراحلهــا المختلفــة وذلك مـن أجـل تحقيــق أهــداف المشــروع النهضوي، وكلمــا تضافرت الجهود وهيئت الظــروف نســتطيع أن تحقيــق المتطلب الامثل للسياحيـة اليمنية فــي أوقـات قياسية, فمــا ننشده فــي المستقبل البعيد يمكن أن ننجزه فــي وقــت مبكــر بـــإذن الله.

حمل ملف PDF