-
19يونيو2025

تأمل ما أنجزته واستمتع برحلتك

من أهم الخبرات التي تمر بحياتك الإحباط الشديد، والتقييم المستمر لكل تفاصيل الحياة التي يعيشها الإنسان

سعيد باحشوان

أحد منتجات مُثلث

عمل فني بواسطة : Davide Bonazzi

تأمل ما أنجزته واستمتع برحلتك

من أهم الخبرات التي تمر بحياتك الإحباط الشديد، والتقييم المستمر لكل تفاصيل الحياة التي يعيشها الإنسان

سعيد باحشوان

أحد منتجات مُثلث

عمل فني بواسطة : Davide Bonazzi

يوماً ما في بداية العشرينيات كان لدي حلم بأن أتقاعد من الحياة العملية مع حلول سن الأربعين إذا ما كنت على وجه الأرض. سرعان ما جرفتني رياح العمر حتى وصلت البداية من الثلاثينات تملّكني شعور متضارب بين الرغبة المحمومة في تحقيق هذا الحلم في سباق مع الوقت، وبين شعور خفي بأنني لن أبلغ هذا العمر حياً.

كلما تجاوزتُ مرحلة عمرية تمنيتُ لو أنه بإمكاني أن أعود لأعيشها مرة أخرى بتلك الخبرة، بعد أن أخذت مفاتيح المرحلة وعرفت أروقة ودهاليز النجاح من دون ألم، وكلما تمنيتُ أن أعود لأحقق مزيداً من النجاح أو أتجنَّب كثيراً من الألم، أقرر أن أحكي، أن أتكلم، أن أكون سفير سلام يأتي إليك من المستقبل ليهدي لك تجربته.

مؤخراً بدأت أقتنع أنني ربما تعمّقت في الحياة العملية بشكل أعمق مما يمكنني الخروج منها قريباً، وبشكل يجعل فكرة التغيير ربما مستحيلة. انتبهت أنني لم أعمل كموظف يوم واحد في حياتي، طوال حياتي أعمل على إنشاء مشاريع وإدارتها كمؤسس وليس كموظف، وحياة رائد الأعمال تختلف جذرياً عن كل أنواع الحياة العملية. ببساطة، لا أعرف حياة غير هذه ولا أتخيل حياة غيرها.

في بداية العشرينيات يختلف الأمر كثيراً، ولكن دعونا نعُد إلى بداية الأمر، فمن منا لم يكن ينوي في طفولته تحرير الأقصى ونشر السلام، ولم لا وطالما قرأنا عن محاولات أديسون الفاشلة وكاتبة هاري بوتر، والقائمة تطول عن قصص الفشل الذي تحوَّل إلى نجاح، والبدايات المتعثرة التي تتحول وتتبدَّد فجأةً، هل كان كل ذلك كذباً وزيفاً حطَّمه الواقع.

فريق مُثلث

من أهم الخبرات التي تمر بحياتك الإحباط الشديد، والتقييم المستمر لكل تفاصيل الحياة التي يعيشها الإنسان عندما يصل إلى السابعة والعشرين، فكأنك تكتشف فجأة، أنك لم تعُد “الولد”، ولكنك ما زلت في العمل نفسه الذي التحقت به عندما كنت حديث التخرج، أو ما زلت تتنقل من عمل إلى آخر تتخللها فترات من البطالة، ما زلت من دون مشروعك الخاص، ما زلت من دون ترقٍّ، ما زلت بلا منزل ولا سيارة.. مرحباً بك في الثلاثين.

شعرت واعترفت بالهزيمة بشكل ما، وبأنه علي تقبل شخصيتي التي صنعتها بنفسي و بقراراتي التي اتخذتها على مدى سنوات الشباب.

على أية حال، نصل للعشرينيات ونرتطم بالواقع، ولكننا نتمسك بالأمل وبأن كل شيء سيتغير، لو كنت غير موفَّق في الدراسة فستظل تقول: لا يهمُّ، فهناك أطباء تجاوزوا الثلاثين، وما زالوا يعملون براتب بسيط.. وهناك من بدأ بمشروع بسيط وعندما تجاوز الثلاثين أصبح رجل أعمال يمتلك الملايين.

ولا أعرف لماذا تُفاجأ عندما تقترب من الثلاثين ولم تصبح مليونيراً، ولو كنت موفَّقاً في الدراسة فستنتظر أن تُفتح لك أبواب السماوات والأرض، ولو كنت لا تعرف طريقك جيداً فقد يكون دخولك كلية القمة آخر إنجاز حققته بحياتك.

في النهاية وصلت لشيء من السلام والتصالح الذاتي بأن هذا أنا وهذه شخصيتي وهذه قدراتي وهذه عيوبي، وعليّ تعلّم كيفية التعايش مع ذاتي كما هي بدون كثير من القسوة على نفسي. ربما لو اكتشفت كل ذلك في سن مبكرة لكنت تمكنت من تغيير ما لا أحبه في شخصي، ولكن ذلك زمن مضى.

ماذا عن الذين حولي؟ هناك من يحبك كما أنت ولا يسعى لتغييرك لأنه علم يقيناً بأن ذلك لم يعد ممكناً وأن ضغط المحاولات ربما تكسرك، وهناك من يسعى لتغييرك لأنه يحبك ويريد أن تستكمل شخصيتك بمعالجة عيوبك ونقاط ضعفك.

عزيزي القلق مثلي .. تأمل فيما أنجزته حد الان واستمتع برحلتك ..

اقتباس مؤجز

في بداية العشرينيات يختلف الأمر كثيراً، ولكن دعونا نعُد إلى بداية الأمر، فمن منا لم يكن ينوي في طفولته تحرير الأقصى ونشر السلام

فريق مُثلَث

اقتباس مؤجز

في بداية العشرينيات يختلف الأمر كثيراً، ولكن دعونا نعُد إلى بداية الأمر، فمن منا لم يكن ينوي في طفولته تحرير الأقصى ونشر السلام

مكتب مُثلَث

إشَارَات وإطلاعات

مصادر

المزيد من المقالات

نصلي ونصوم ونتعبد امتثالاً لأمر الله، تقرباً له، حباً في الطاعات، ورغبة في إرضائه

نشرة موجة من مُثلث

جوع نهِم للانحطاط والذوق الرديء، بعد أن هُمشت القيم، وتدهورت الجودة

نشرة موجة من مُثلث

لا أعتقد يوجد شخص إلا وقد سمع كبير سن ينتقد بضرواة “شباب هذه الأيام”

نشرة موجة من مُثلث

يكاد يكسونا الغثاء عندما نطيل استخدامه أو نرى أحد قد أفرط في الاستخدام.

نشرة موجة من مُثلث

نقوم بإعداد المزيد من الإثراء

آرائنا مع مرور الوقت أصبحت مثل ممتلكاتنا التي يصعب علينا التنازل عنها بسبب حوارات أو مواقف محدودة.

نشرة موجة من مُثلث

صحيح أن الإبادة التي نشهدها اليوم في حق أهل غزة زادت من تعرية البؤس الذي يعتري الانظمة العربية

نشرة بكرة من مُثلث

تزوجي رجلاً يقرأ لأنك ستكونين محرابه و سجادة صلاته فيعلمك رقصة (سماع)..

نشرة موجة من مُثلث

مواقع التواصل بشكل عام هي كالسجن الافتراضي الذي صار يبني حصونا وقلاعا يوما بعد يوم في حياتنا

نشرة بُكرة من مُثلث

نقوم بإعداد المزيد من الإثراء
مُثلث / منصة الإثراء العربي

أهلًا بك رفيقاً لنا في مُثلث

ستصلتك رسالتنا الأولى الى بريدك الإلكتروني على الفور . تحقق من صندوق البريد العام الخاص بكم لتتمكن من الإطلاع على صيغة إشتراكّ .. إذا لم تجدها ابحث في رسائل SPAM وتأكد لتُحرريها لصيغتها الرسمية حتى تتمكن إستلام أشعارتنا وجديدنا باستمرار.
اذا لم تتمكن من إستلام اي رسالة إشتراك.
تواصل مع فريقنا المختص على : hala@muthalth.net

"باقة حالمة، وفريدة من نوعها، ومدروسة،
ودائمًا ما تكون مبهجة في بريدي الوارد."

مالك اسحاق