ليس من عادتي لبس عمامة الواعظ ولا (تشخيصة) الناصح. هذا الدور لا أجيده، فأنا أعرف جيداً ما ينقصني كإنسان وكل إنسان ناقص مهما كان، وكل من فوق التراب..تراب.
كما أنني لا أحب لعب هذا الدور لأنني أخاف أن يستهويني فأتعود عليه وأصبح -لا سمح الله- مثل أولئك النخبويين الذين تعودوا على جلدنا ليل نهار، وقد استعذبوا ممارسة دور التوجيه والإرشاد والتفكير نيابة عنا ومصادرة عقولنا، بدون أن يجهدوا أنفسهم في محاولة زرع بذور التفكير والتعمق والتحليل والاستقلالية عندنا.
الفترة الزمنية التي يمكن ان تحدث تحول كبير لحياة اي طالب علم في مستقبله العملي والمعرفي هي فترة الجامعه، حيث النضج والاستقلاليه الفكرية والمعيشيه، وبداية الاعتماد الذاتي ومفترق طرق بين النموذج العادي (الانسان العادي) والنموذج المثالي (الانسان المثالي)، ولانها تمتلك الكثير من الفرص ولحظات الاختيار المصيري لحياة السالك فيها.
حقُ لنا ان نطرح بعض من تلك الخطوط العريضه التي يحبذ لمن يحجز مقعداً في هذا العالم (الفتره الجامعية) ان تكون له فيها بعضاً من الخبره والمعرفه والعلم حتى لا تضيع عليه فرصه التحول ونقطة البدايه للحياة المثاليه..
الثقه في التعامل مع الاخر ..
حيث لا يتفاجأ الطالب في التعامل مع البيئات التي تجمع عدة ثقافات وهويات، تبقى ثقة التعامل معهم هي المحفز لما يمكن ان يحدث التبادل المعرفي بين المكون الطلابي في الجامعه.
سرعة الاستجابة للمعلومة ..
قد يندم الطالب حين يفقد ارتكازه على الطاقة العلمية في حياته الجامعيه، حيث التنافس المعرفي وسرعة المتغييرات العلمية قد يحدث عند الطالب انفصام بين عقليته وبين البيئة العايش فيها (الجامعه).
التعود على عدمية الخدمات المجانية ..
لا يمكن ان تجد من يخدمك في الجامعه كما يتعود عليه الطالب في مرحلته الاعداديه والثانويه حيث الارشادات والتوجيهات التي يتلقاه من معلمية لا يمكن ان يجدها الطالب في حياة الجامعه التي تضع الطالب في دائرة البحث الذاتي.
لا تندم على ما ترغب فيه ..
قد يمتلك الطالب حلم الالتحاق العلمي في مجال محدد، لكن ربما تضعه المقادير في تخصص ومجال اخر، لكن المهم ايضا هو الاستمرارية في ما هو فيه وعدم النظر في ما مضى حتى لا تفقد المتغيرات والتجديدات في الحفل العلمي الذي هو فيه.
تعامل بإحترافية ..
التعامل الرسمي مع الدكاتره والمرشدين عبر الايميلات او الاتصالات المباشره وغير المباشره تضع لك مركز ثقل عن الطرف الاخر وهو بحد ذاته يعطيك المكانة العلمية والاجتماعية في تلك البيئة ( الجامعه).
الفكر قبل العلم ..
لا تضع عقلك في حقل واحد ومجال ضيق تفقد من خلاله الحياة الخارجيه له، توسيع الدائرة المعرفية والفكريه هي مهاره ربما يستطيع الطالب التعود عليها قبل الالتحاق الجامعي عبر الاطلاع الكثيف للمجالات الاخر، والاستهواء للمواضيع الكبرى التي تحدث حوليه.